الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقاً مع إسرائيل لتوسيع دخول المساعدات إلى غزة
الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقاً مع إسرائيل لتوسيع دخول المساعدات إلى غزة
أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يهدف إلى توسيع نطاق الوصول الإنساني إلى قطاع غزة، في محاولة لتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع منذ بدء الحرب قبل تسعة أشهر.
وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، في بيان عبر منصة "إكس"، إن الاتفاق يشمل "فتح مزيد من المعابر، وزيادة عدد الشاحنات المحملة بالأغذية والمساعدات، إلى جانب إصلاح البنية التحتية الحيوية، وحماية العاملين في المجال الإغاثي"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأوضحت كالاس أن التدابير التي وافقت عليها إسرائيل "يُفترض أن تُنفّذ في الأيام المقبلة"، وأن هناك تفاهمًا مشتركًا بين الطرفين على ضرورة إيصال المساعدات مباشرة إلى السكان، دون عوائق بيروقراطية أو تأخيرات أمنية.
وتعاني غزة، التي تضم نحو مليونَي نسمة، من أزمة إنسانية خانقة فاقمتها القيود الإسرائيلية على دخول الغذاء والماء والوقود والمستلزمات الطبية، في سياق حرب وصفتها المنظمات الدولية بـ"الأكثر تدميرًا في تاريخ القطاع".
خطوات عملية مرتقبة
شدد البيان الأوروبي على أن الخطوات المتفق عليها تشمل، زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية التي تدخل غزة محملة بالأغذية والمواد غير الغذائية، وفتح معابر جديدة في شمال وجنوب القطاع، لتجاوز العقبات التي تواجهها شاحنات المساعدات.
بالإضافة إلى إعادة تشغيل ممرات المساعدات من الأردن ومصر، والتي كانت من أبرز قنوات الدعم قبل اندلاع الحرب، والبدء بإصلاح البنى التحتية الأساسية المتضررة، والتي تعرقل وصول المساعدات وتوزيعها.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه مستعد للعمل مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لضمان التنفيذ السريع لهذه الإجراءات، وتسهيل عمل فرق الإغاثة.
مساعٍ لوقف إطلاق نار
جاء هذا الإعلان في وقت تستمر فيه مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، برعاية أمريكية وبدعم من أطراف إقليمية، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد يتضمن تبادل أسرى وضمانات إنسانية.
ويأمل الاتحاد الأوروبي أن يشكّل الاتفاق الأخير مع إسرائيل خطوة نحو "إعادة بناء الثقة" وتسريع الجهود السياسية لحل النزاع.
ورغم الدعوات المتكررة من داخل الاتحاد لمحاسبة إسرائيل على ما تصفه منظمات حقوقية بـ"الانتهاكات الجسيمة في غزة"، واجهت بروكسل صعوبات في التوصل إلى موقف موحد بسبب الانقسام الحاد بين دول تؤيد تل أبيب وأخرى تطالب بدعم أكبر للفلسطينيين.
وكانت مؤسسات داخل التكتل قد دعت إلى مراجعة اتفاقيات التعاون مع إسرائيل، مشيرة إلى انتهاكها لبنود حقوق الإنسان الواردة في الاتفاقات الثنائية، غير أن الانقسامات الداخلية حالت دون اتخاذ خطوات عقابية واضحة.
نزاع وأرقام صادمة
بدأت الحرب في غزة يوم 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم واسع نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاءات رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بشن حملة عسكرية مدمّرة أدت إلى استشهاد 57,680 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقة، كما تسببت الحرب في تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار المنظومة الصحية، وتشريد مئات آلاف السكان.
ورغم أهمية الاتفاق المعلن، يحذّر مراقبون من صعوبة تنفيذ الوعود على الأرض في ظل استمرار القصف، وتعقيدات الوضع الأمني، وصعوبة التنسيق اللوجستي. كما تخشى منظمات الإغاثة من أن تبقى الخطوات "شكلية" دون آليات رقابة واضحة.
ويبقى نجاح الاتفاق مرهونًا بمدى جدية إسرائيل في تسهيل مرور المساعدات، والتزامها بعدم استهداف المرافق المدنية، إلى جانب قدرة المجتمع الدولي على مواصلة الضغط لضمان التزام الأطراف كافة بالقانون الدولي الإنساني.